المقدمة
تعود لعبة Pac-Man World 2 Re-Pac كنسخة محسنة من التجربة الكلاسيكية الجميلة Pac-Man World 2 في محاولة إحياء تجربة المنصات مع بعض اللمسات الحديثة. اللعبة تعتبر امتدادًا مباشرًا لشخصية باك مان التي عرفناها كرمز لألعاب الأركيد، لكنها هنا تضعه في قالب ثلاثي الأبعاد مليء بالمراحل المتنوعة والتحديات المختلفة. وهي أيضاً تكملة للنسخة المحسنة السابقة Pac-Man World Re-Pac، وتفتح الباب أمام جيل جديد من اللاعبين لاكتشاف مغامرات Pac-Man ثلاثية الأبعاد، بينما تعطي للمحبين القدامى فرصة للعودة للماضي الجميل بلمسة محسنة. لكن يبقى السؤال: هل نجحت فعلاً في تقديم تجربة مميزة وتفوقت على سابقتها؟ أم أنها اكتفت بمجرد إعادة تقديم ما هو مألوف؟

القصة
القصة بسيطة ومباشرة، تدور حول رحلة شخصية باك مان لتجميع الفواكه الذهبية والعثور على جزيرة الأشباح. رغم كونها مناسبة لأجواء اللعبة، إلا أنها لا تضيف قيمة حقيقية أو أي عمق للشخصيات، التي بدت بلا أهمية تذكر في مجريات الأحداث.
مثلاً، شخصية المسن الذي يوجه باك مان في رحلته من المفترض ان تجعل اللاعب يتعلق بالعالم اكثر، لكن لم تقدم أي شيء يجعل اللاعب يهتم لهذه الشخصية. جميع الشخصيات بلا روح ولا يوجد شيء يميزهم، تصاميم تفتقر الى الابداع مع الأسف الشديد. وهذا ليس عيب من النسخة المحسنة فهي لا تستطيع تغيير أساس التصاميم.
ولكن، كان من الأفضل إضافة حوارات بين الشخصيات تجعل لها قيمة تضيف الى قصة اللعبة شيء من الحماس، فمنذ البداية نجمع الفواكه الذهبية دون سبب واضح، وعند العثور على جزيرة الاشباح نكمل بها دون سبب واضح.
أسلوب اللعب
اللعبة تحاول أن تقدم مزيج كلاسيكي من عناصر البلاتفورمينق مع بعض الإضافات الطفيفة. نظام اللعبة هو تنقل بين المراحل، في الجزيرة الرئيسية تختار الجزيرة التي ستدخلها وتختار المرحلة، ثلاث مراحل ثم قتال الزعيم لهذه الجزيرة، وهكذا.
كل جزيرة تتميز بطابعها الخاص، مابين البراكين والثلوج واعماق المياه وغيرهم. ستقدم لك اللعبة ساعات بسيطة من اللعب المتواصل دون توقف، وستقدم لك تحدي في القفز على المنصات مذهل في بعض الأحيان ومتواضع في بعض الأحيان.
التنقل داخل المرحلة سلس في مجمله، وهناك مستوى جيد من التحدي في القفزات والتفاعل مع البيئة. ولكن أكثر ما يميز التجربة هو تنوع أفكار بعض الزعماء، حيث يحاول كل واحد أن يقدم لمسة مختلفة في أسلوب القتال، مع إدخال تغييرات ملحوظة مقارنة بالنسخة الأصلية. ومع ذلك، أسلوب القتال أغلبه يكون بنفس الوتيرة، وهي أن العدو ينفذ عدة هجمات، ثم تستطيع توجيه الضربات له في هجمة معينة، يعيب القتال حسب تجربتنا ان الهجمة التي تستطيع ان توجه له الضربات بها تتأخر في بعض الأحيان اكثر من الازم مما يجعل قتال الزعيم يطول دون فائدة تذكر.
الميكانيكيات الأساسية مثل القفز تعمل بشكل جيد ويمكنك ايضاً زيادة مدى القفزة بتطويل الضغط على زر A ولكن حسب ما رأيت كان من الأفضل لو تم استبدال هذه الميكانيكية بالقفز المزدوج حيث سيقدم متعة اكبر في تحديات القفز على المنصات.
سواء من ناحية التحكم أو الاستفادة العملية داخل المراحل، تظل اللعبة تفتقد الابتكار؛ فالمهام الجانبية على سبيل المثال لا تضيف أي شيء مختلف ومميز وتعتمد على تجميع الفواكه فقط، الأمر الذي يجعلها روتينية بعد فترة قصيرة. كذلك فإن تصميم بعض المراحل يختلف في الجودة، فبينما هناك مراحل ممتعة ومصممة بعناية، نجد أن مراحل البحر مثلاً كانت سيئة التنفيذ ومحبطة ومكررة وتفتقر الى التنويع.
كما يمكنك في اللعبة اختيار صعوبتين، واحدة تكون اسهل والثانية تكون مناسبة للتحدي، الصعوبة المخفضة تجعل الأرواح لا نهائية، وتجعل الطاقة لا نهائية مما يجعل الانتصار في اللعبة سهل جداً، كما يضيف عناصر اكثر داخل المراحل لتسهيل القفز على المنصات ويجعله مناسب للاعب الجديد على هذا التصنيف من الألعاب. اما الصعوبة الأخرى فهذي مثل اللعبة الأساسية تماماً.
كما لاحظت وجود اختلاف في بعض الالغاز عن النسخة الاصلية، وهذا الاختلاف رائع جداً ! وأضاف تميز حقيقي لهذه الالغاز وجعلها منطقية اكثر.
المستوى التقني
اللعبة تقدم أداء تقني مستقر بمعظم الوقت، حيث تعمل بمعدل 60 إطار في الثانية ثابت اغلب الأحيان وهو ما يجعل التجربة سلسة أثناء اللعب. ومع ذلك، يظل وجود مشكلة Pop-In عند تحميل العناصر بشكل مفاجئ أمراً مزعجاً ويؤثر على الانغماس. وبشكل عام اللعبة الرسومي جيد، ولكن كان يمكن ان يكون افضل لو كانت الرسوم اجمل.
الرسوم والصوت
من الناحية البصرية، تقدم اللعبة عوالم ملونة تحمل لمسة جمالية مقبولة، لكن لا يمكن اعتبارها مبهرة أو في مستوى ألعاب المنصات الحديثة. ولكن من اكثر الأمور المزعجة هي الـ (Pop In) في بعض اللحظات يبدأ تحميل العالم فجأه اثناء اللعب وهو ما يضعف الإحساس بالانغماس. تصميم المراحل في المجمل مقبول، مع بعض التحسينات على الأجواء والألوان التي تعطي شعور بأن هناك محاولات لرفع مستوى التجربة.
أما من الناحية الصوتية، فالأداء الصوتي لم يكن موفقاً وبالتحديد مع شخصية باك مان، حيث ان باك مان فالنسخة الاصلية لا يستطيع الحديث، ولكن هنا اضافوا له صوت وهو غير ملائم مع حركة شفاه الشخصية. الموسيقى بدورها جاءت متواضعة الى جيدة فقط، لا تحمل طابعًا مميزًا أو ألحانًا تعلق في الذهن، وهو أمر محبط خصوصاً أن ألعاب المنصات غالباً ما تعتمد على موسيقى قوية لترك أثر طويل المدى. الصوتيات في النهاية لم تلعب دوراً في رفع جودة اللعبة، بل اكتفت بأداء دورها بشكل محدود.
ملخص

نسخة المراجعة
تمت المراجعة على نسخة Xbox Series X حصلنا عليها من الناشر
رغم عودة Pac-Man World 2 Re-Pac كنسخة محسنة، إلا أنها في النهاية تقدم تجربة منصات متوسطة المستوى، لا ترتقي لمستوى التطلعات. صحيح أن اللعبة تحمل بعض اللمسات الممتعة، مثل تنوع أفكار الزعماء في المواجهات وإضافة تحسينات بسيطة على الألغاز التي تضيف شيء من التنويع، إلا أن هذا لا يكفي لتعويض غياب أي عنصر ابتكار أو لمسة مميزة تجعلها تجربة مختلفة بالفعل. ومع قصر عمر اللعبة وانتهاء المغامرة بسرعة، إلى جانب موسيقى متواضعة لا تترك أثر واضح لدى اللاعب، وشخصيات بلا هوية، تصبح التجربة في مجملها عادية جداً، وكأنها مجرد محاولة لإعادة تقديم الماضي من دون تطوير حقيقي أو إضافة تُذكر، ومع ذلك تضل هذه التجربة هي افضل تجربة لهذه اللعبة ولدي تطلعات كبيرة للنسخة المحسنة من الجزء الثالث او لعبة جديدة تماماً.
المحاسن
- تنوع أفكار بعض الزعماء
- تحسينات جيدة على بعض الألغاز
- تحديات قفز على المنصات ممتعة أحياناً
- تنوع البيئات وأجواء المراحل
- خيار صعوبة مناسب للمبتدئين
المساوئ
- شخصيات بلا هوية
- غياب الابتكار وتكرار أسلوب اللعب
- مراحل البحر ضعيفة ومحبطة
- موسيقى وأداء صوتي متواضع
- عمر لعبة قصير اكثر من اللازم
- مع مشاكل تقنية ومستوى أداء مقبول









شارك في النقاش
لتترك تعليقًا، سجِّل دخولك.