بعد مرور 9 سنوات على صدور الجزء الثالث من سلسلة Mafia، يعود استوديو Hangar 13 من جديد وسط التعقيدات والمشاكل التي عانى منها طوال هذه السنوات، ليقدّم لنا جزء بعنوان Mafia: The Old Country.وفي الفترة الماضية خضنا تجربة اللعبة التي أخذتنا هذه المرة خارج البرّ الرئيسي للولايات المتحدة الأمريكية، إلى صقلية الإيطالية، حيث نشأت المافيا وظهرت جذورها الأولى.لكن السؤال: هل استطاع Hangar 13 تعويض خيبة الأمل التي صاحبت Mafia III؟ دعونا نعرف ذلك من خلال هذه المراجعة. قراءة ممتعة!

نظرة عامة :
القصة: { بدون حرق }
تدور أحداث اللعبة في عام 1904م في صقلية، حول عامل منجم تملكه عائلة مافيا تُدعى آل سبادارو ، يُدعى إنزو. بعد معاناته من قسوة العمل في المناجم وسوء المعاملة، يقرر الهروب إثر حادثٍ معين، ليجد نفسه بين عائلة الدون سريتي ووسط صراع دموي بين عوائل المافيا للسيطرة على زمام الأمور في الجزيرة.

يكتشف إنزو أن العمل كخادم لعائلة مافيا أهون بكثير من جحيم المناجم، ومن هنا تبدأ رحلته في الارتقاء داخل العائلة عبر إظهار الولاء والقدرة على كسب ثقتهم. تتسم البداية بإيقاع بطيء وبارد نسبيًا، وذلك بغرض تعريف اللاعب بالشخصيات، خلفياتهم، وأعمالهم، إضافةً إلى بناء علاقة تدريجية بين إنزو وبقية الأفراد.

امتازت اللعبة بأداء صوتي جيد وكتابة جيدة للشخصيات الرئيسية. ولم تقتصر القصة على عائلة سريتي فحسب، بل شملت أيضاً العوائل الأخرى وصراعاتها على الاستيلاء على الأراضي والمصانع ، إلى جانب الغوص في علاقات إنزو الشخصية. كما ربطت اللعبة بعض الشخصيات بجذور الثلاثية الأصلية للسلسلة، كنوع من رسالة حب وتقدير من الاستديو لعشاقها القدامى.

من مميزات القصة هو الأوراق التي تجدها مرمية بعالم اللعبة التي تضيف عمق واتساع أكبر للقصة وفهمها ومعرفه أكبر عن بعض الشخصيات التي ستشاركنا رحلة المافيا بعد سنوات في البر الأمريكي بالثلاثية الأصلية و ما هو وضع صقلية و إيطاليا بتلك الفترة، ولكن عانت القصة من بعض الأمور مثل قصر عمر القصة التي جعلت بعض الأحداث متسارعة وبعضها غير منطقية لدرجة الاستفزاز في بعض الأحيان وغياب قائمة التعريف بالشخصيات بالإعدادات يجعل من اللاعب حائرا في بعض القصص والأحداث، تتميز قصة Mafia : The Old Country بكونها بسيطة تُرجعنا إلى الجيل السابع من صناعة الألعاب حين كانت القصة هي العامود الفقري والأساسي في اللعبة، ولكن من سلبياتها أيضا سهولة توقع الأحداث وتطبيق بعض الأحداث بالقصة لم يكن بالشكل الممتاز .
طريقة اللعب ( Game play)
من أبرز نقاط الضعف في اللعبة هو محدودية طريقة اللعب وبساطتها. هذه البساطة جعلتها جميلة من زاويةٍ ما، لكونها تعتمد على الآكشن المباشر والاحتماء وراء الجدران واستخدام الأسلحة النارية، وهو عنصر لم يعد حاضرًا كثيرًا في ألعاب الزمن الحالي. لكن مع ذلك، لا يمكن اعتبارها مميزة، إذ تخللتها عدة عيوب واضحة.

من أبرز هذه العيوب بطء التبديل بين الأسلحة، وإجبار اللاعب بشكل مبالغ فيه على الاحتماء خلف الجدران، إضافةً إلى أن عملية إعادة تذخير الأسلحة بطيئة، وحركة الشخصية غير سلسة، والتبديل بين الأسلحة ثقيل، مما يجبر اللاعب على تكرار نفس الآلية دون أي تنويع.

حتى في أسلوب التخفي، قدّمت اللعبة سيناريو خطي واضح للتخلص من الأعداء، مع ذكاء اصطناعي محدود جداً، ما جعل عنصر التجسس أقرب إلى إضافة جانبية لزيادة التنويع، أكثر من كونه ميزة جوهرية تعزز التجربة.أضافت اللعبة كذلك شجرة مهارات بسيطة جدًا، عبارة عن تمائم تزيد من نسبة الصحة، أو فعالية التخفي، أو دقة استخدام الأسلحة. لكنها لم تُقدّم أي قيمة مضافة حقيقية، بسبب محدودية طريقة اللعب التي يغلب عليها التكرار. استعملت اللعبة طريقتين للتنقل واحده على السيارات الكلاسكية التي تميزت فيها السلسلة منذ بداياتها والأخرى الخيول كإضافة جديدة وكانت وسائل جيدة، ولكن أفضل وسيلة هي السيارة وخاصة أن عالم اللعبة شبه خطي والتنقل بسيارة من الطراز القديم كان ممتعا جدا.ولا ننسى قتال السكاكين، كإحدى الإضافات الجديدة. ورغم أني وجدتها ممتعة في البداية، إلا أن التكرار فيها دون أي تنويع جعلها سلبية كبيرة لا يمكن التغافل عنها.

المستوى التقني:
استعملت اللعبة محرك Unreal Engine 5 الذي قدّم رسومات وتوجّهًا فنيًا خلّابًا، أظهر صقلية وعالم الجريمة والمافيا بصورة مميزة جدًا. لكن رغم ذلك، عانت اللعبة من مشاكل تقنية واضحة أثّرت على التجربة.

من أبرز هذه المشاكل:
• هبوط حاد في معدل الإطارات في بعض المراحل.• شاشات تحميل طويلة جدًا تُعيدنا إلى ذكريات الجيل الماضي، في وقت أصبحنا في الجيل التاسع بالكاد نرى شاشة تحميل واحدة.• مشاكل في تحميل الأسطح والعناصر داخل العالم، مما يُفقد اللعبة انسيابيتها.كل هذه العوامل تجعل التجربة التقنية لا ترتقي أبدًا لمستوى لعبة جيل تاسع، باستثناء الرسوميات فقط.أما تصميم المراحل، فقد غلبت عليه الخطية وعدم إعطاء اللاعب حرية كافية في إنجاز المهام أو اجتياز المرحلة، بل إن بعضها عانى من التكرار أو سوء التصميم الذي قد يفشل عملية التخفي أو القتال على حد سواء، ولكن بالرغم من الأداء التقني المتذبذب تميزت اللعبة بتوجه سمعي عظيم بصوتيات العالم أو الشخصيات أو حتى الموسيقى المستخدمة في اللعبة كانت رائعة جدا.

الخلاصة: استطاع استوديو Hangar 13 أن يعود لنا بتجربة كلاسيكية تحمل قصة جميلة، وإن كانت أحداثها متوقعة وبعضها مستفزا. تميزت القصة بترابط بعض الأحداث مع الثلاثية الأصلية وكتابة رائعة للشخصيات. لكن التجربة عانت من طريقة لعب محدودة يغلب عليها التكرار والنهج الخطي، إلى جانب مستوى تقني متذبذب، رغم الرسومات الخلابة التي أظهرت صقلية وعالم المافيا بشكل مذهل. وعلى الجانب الآخر، برزت الصوتيات والموسيقى بشكل مميز جعلها أحد أقوى عناصر اللعبة.
المحاسن
- قصة جميلة وكتابة شخصيات رائعة.
- صوتيات مميزة.
- تجربة كلاسيكية لا بأس بها.
- ربط بعض أحداث اللعبة بالثلاثية الأصلية.
- رسومات وجرافيكس خلابة منحت اللعبة جمالية خاصة.
المساوئ
- طريقة لعب محدودة
- اسلوب خطي في إنجاز المهام.
- ذكاء اصطناعي ضعيف.
- هبوط ملحوظ في معدل الإطارات.
- كرار في قتال السكاكين.
- شاشات تحميل طويلة.

شارك في النقاش
لتترك تعليقًا، سجِّل دخولك.