عند الحديث عن شخصية Donkey Kong، فنحن أمام أيقونة من أيقونات عالم الألعاب، ورغم شعبيته، لم يحظَ Donkey Kong بعدة فرص مميزة في ألعاب الـ3D مثل ما حدث مع العاب ماريو أو العاب زيلدا، لم يحصل صديقنا العزيز Donkey Kong منذ سنوات طويلة جداً على لعبة 3D وقد تكون آخر مرة هي على Nintendo 64، والآن تعود Nintendo بلعبة جديدة وفرصة جديدة لشخصية Donkey Kong ليظهر مرة أخرى في تصنيف ألعاب المنصات ثلاثية الألعاب مع لعبة Donkey Kong Bananza، فهل هذه اللعبة استحقت العودة التي ننتظرها ؟ أم أنها مجرد لعبة منصات أخرى عادية؟ كل هذا سنعرفه في رحلة نبحر فيها عبر عالم الموز ونرى ما هي هذه اللعبة، وماذا قدم بها الفريق المذهل الذي قدم لنا لعبة Super Mario Odyssey.
قصة غير متوقعة وصديقة قديمة بحلّة جديدة
قصة اللعبة هذه المرة غريبة بعض الشيء، تبدأ مغامرة Donkey Kong وهو يعمل في التنقيب تحت الأرض ويباشر رحلته مع شخصية جديدة .. أو في الحقيقة ليست جديدة على جمهور Nintendo، وهي الطفلة "باولين" ، وهي نفسها الفتاة التي وجدناها في مدينة New Donk City في لعبة Super Mario Odyssey والتي غنت لنا الأغنية الشهيرة (Jump Up in the Air)، ولكنها صغيرة هنا، بولين تملك قوة سحرية في صوتها، وعند غناءها تساعد Donkey Kong على معرفة الطريق أو التحول لمخلوقات جديدة. وعدوك في هذه اللعبة هو Void Kong ومساعديه، الذين سيحاولون إفساد خططك بشكل مستمر ويحاولون خطف باولين.
جمع الموز... أكثر من مجرد جمع فاكهة
أساس اللعبة هو تجميع الموز، تجميع الموز هنا لا ينقلك من منطقة لأخرى مثل الأقمار في اللعبة الرائعة Super Mario Odyssey، ولكنه ذو قيمة أكبر، فتجميع الموز يساعدك في تطوير قدرات Donkey Kong وتحولاته، وشجرة المهارات هي من النقاط المميزة في اللعبة فعلاً.
فعند تجميع عدد معين من الموز تحصل على نقطة مهارة (Skill Point) لاستخدامها في تطوير شجرة المهارات.
نظام لعب مجنون وممتع لأقصى درجة
نظام اللعبة بشكل عام هو القفز على المنصات، وتجميع الموز، وقتال الأعداء، وبانانزا! نظام اللعب هو تعريف الجنون! قدرات شخصية Donkey Kong هي شيء مرعب فعلاً! Donkey Kong يحطم الرمل والطين والثلج والحجر والخشب والذهب وكل ما يقف في طريقه! Donkey Kong يستطيع تحطيم 90% من عناصر عالم اللعبة، وهذا الشيء ممتع جدا! تستطيع أن تصنع طريقك الخاص عن طريق تحطيم المسارات، أو تبحث عن الأموال تحت الأرض، أو تحويل العنصر إلى كورة ورميها على الأعداء ... أو الركوب عليها كزلاجة مثلاً!
في بعض الأحيان أرى الطريق أمامي وواضح، ولكني لا أريد الذهاب بالطريقة التقليدية، فأخترع طريقي الخاص، وأصل للوجهة المطلوبة ولكن بطريقة شققتها أنا وليس بالطريقة التي هيأتها اللعبة.
تجربة بصرية ساحرة تأسر الأنظار
عند وصف لعبة Donkey Kong Bananza، فسأصف تحفة فنية حقيقية من حيث الجمال البصري والتصميم المذهل. الألوان الزاهية التي تملأ عوالم اللعبة تضيف حيوية لا مثيل لها، وتخلق أجواء مريحة وممتعة تدفعك للاستمرار في اللعب دون توقف. كل عالم مصمم بعناية ليكون مميزا عن غيره، سواء في الألوان أو التفاصيل أو الإضاءة، مما يجعل كل مرحلة تجربة بصرية مختلفة تستحق التأمل.
علاوة على ذلك، الأصوات في اللعبة ليست مجرد خلفية، بل عنصر أساسي في خلق الجو العام للمغامرة، وتساهم بشكل كبير في جذب اللاعب ليغوص أكثر في هذا العالم الساحر.
اللعبة تنجح في تقديم عدد مميز من التحولات التي تضيف طابع جديد وممتع على أسلوب اللعب، وتجعل كل مرحلة تحمل شيء خاص وفريد.
ومع وجود هذا العدد الكبير من العوالم المتنوعة، يصبح كل انتقال بين المراحل كأنه بداية مغامرة جديدة بالكامل، بمفاجآتها وتحدياتها الخاصة.
فعلاً، هذه هي المغامرة المثالية التي تجمع بين الجمال، التنوع، والمتعة.
تحكم مثالي واستغلال ذكي لكل زر
أهم عنصر في أي لعبة منصات هو التحكم، والتحكم في هذه اللعبة هو تعريف كلمة : مثالية
اللعبة تقدم خارطة تحكم بشكل مميز جداً وكل زر من ذراع التحكم تم استغلاله بشكل مميز، لم أستطع العثور على عيب واحد في خارطة التحكم، كل زر من ذراع التحكم يؤدي وظيفته لا اكثر.
ألغاز وزعماء وتحولات تغيّر قواعد اللعبة واستكشاف وأكثر!
تعتمد في مغامرتك طوال اللعبة على حل ألغاز بسيطة لتصل إلى منطقة معينة، هذه المنطقة في كل عالم يوجد بها زعيم كائنات هذا العالم، على سبيل المثال، العالم الأول تصل الى زعيم القرود، وهكذا .. ويطلب منك مهمة وهي تجميع قرص الـ DJ وعند تجميعه تحصل على تحول جديد يتعلق بالعالم نفسه، لتبدأ النصف الثاني من العالم والذي ينتهي بقتال زعيم جديد وبالمثل لا يمكنك هزيمته دون التحول الجديد.
أسلوب الاستكشاف هو العنصر الأبرز في تميّز هذه اللعبة. فهي تمنح اللاعب حرية التجول والفضول الدائم. كل منطقة تحتوي على أسرار وتحديات، وكل زاوية قد تكشف مفاجأة أو مكافأة، مما يجعل التجربة ممتعة ومتجددة باستمرار.
قتال الزعماء في اللعبة يتراوح ما بين الجيد جداً إلى الممتاز، بين أعداء بأفكار مختلفة ومميزة وأعداء جيدين جداً.
التحدي! بين الجنون والتوازن الذكي
لعبة Donkey Kong Bananza تقدم تحدي حقيقي في بعض الأعداء، إلى درجة قد تصيبك بالجنون من صعوبتها، ومع وجود بعض الأعداء الذين لن تجد بهم أي تحدي حقيقي.

تنوّع العوالم: حيوية وتفاصيل مذهلة
تنوع العوالم في هذه اللعبة هو تحفة حقيقية بحد ذاتها، عوالم ثلجية وعوالم نارية وعوالم في الغابات وعوالم في الأطعمة وعوالم على الشاطئ .. وغيرها الكثير! هذه العوالم حيوية فعلاً وبها روح وتشعر بالتفاعل مع أدق تفاصيلها، فعند البرد تجد الشخصية تشعر به وعند الحر كذلك وعند محاولة التسلق على الجدران التي يغرقها الماء أو الجليد ستجد Donkey Kong يتزحلق، كل نقطة في هذه العوالم هي حية فعلاً!

تفاعل باولين ومفاجأة غير مسبوقة في ألعاب المنصات
تفاعل شخصية بولين مع Donkey Kong شيء صادم فعلاً! لا أتذكر انني رأيته في أي لعبة منصات من شركة Nintendo سابقا! الشخصية لديها حوارات عديدة مع Donkey Kong وهذه النقاشات ممتعة فعلاً! واستغلال شخصية بولين فاللعبة مثالي، ضللت الطريق ؟ اضغط على زر الـ L وباولين بصوتها الساحر ترشدك إلى الطريق الصحيح، وعند وصولك إلى قتال شاق ومرهق ضد عدوٍ شديد، فلا مفر لديك غير سماع غناء باولين الجميل لتحولك لأحد التحولات القوية.
التحولات في اللعبة هي عنصر فاصل فعلاً، يغير موازين أي شيء، سواء كان قتال أو لغز أو تحدي، سوف نتجنب التطرق لهم لنمنحك عزيزي القارئ الفرصة لتجنب الحرق.
الموسيقى بانانزا سمعية لا تُنسى
لا استطيع إكمال المراجعة دون ذكر جانب الموسيقى، هذه اللعبة هي تحفة موسيقية فعلاً! فمع كل تحول لدونكي كونج تغني لك باولين ثيم خاص به! وهذا الثيم ستتمنى ألا ينتهي أبداً، كل الأغاني الخاصة بالتحولات جميلة جداً، أو بالأحرى كل الألحان والأغاني في اللعبة مثالية، الجانب الصوتي في اللعبة لا يوجد به خطأ واحد، حتى أصوات الشخصيات على عكس المتوقع ليست سيئة.

رحلة سهلة أحياناً، شرسة أحياناً
أما بالنسبة للتحدي فاللعبة، فأنا في الحقيقة في حيرة من أمري، اللعبة قدمت تحدي حقيقي في بعض المناطق، ولكن أغلب اللعبة لم اشعر بأي صعوبة على الأقل، ولكن رغم قلة التحدي في أغلب اللعبة إلا أن اللعبة قدمت توازن حقيقي في توزيع التحدي على مدار اللعبة.

مغامرة ثلاثية الأبعاد بنكهة جديدة
اللعبة قدمت ابتكار حقيقي، على عكس العديد من ألعاب القفز على المنصات التي حاولت المحافظة على أسلوبها أو العودة إلى أساليبها القديمة، لعبة Donkey Kong Bananza رفضت أن تكون من هذه الألعاب، وقررت أن تقدم تجربة جديدة ومختلفة، والجميل أنها كانت تجربة ناجحة على كل المقاييس، كما لعبة Super Mario Odyssey أخذت الأفكار البسيطة المعتادة ومزجتهم لتحولهم لأفكار جديدة ومختلفة، بانانزا فعلت نفس الشيء تماماً.

أداء تقني جيد... حتى لحظة معينة
لأكون صادقا، يوجد عالم واحد فقط به العديد من الأخطاء المربكة فعلاً وسيتضح معك عزيزي القارئ وستكتشف هذا العالم بنفسك.
الأداء التقني في هذه اللعبة هو محير في الحقيقة ... منظر اللعبة الخلاب والجميل والمليء بالألوان الجذابة هو فعلاً دليل على قوة جهاز نينتندو سويتش 2، ولكن الأداء ؟؟ لديه رأي أخر.
اللعبة تعمل على 60 إطار في الثانية أغلب اللعبة، ولكن فقط في آخر عالم واجهت هبوط في الإطارات وهو ما كان مربكا بالنسبة لي لأن الإطارات كانت ثابته طوال اللعبة لماذا بدأت تهبط هنا؟ لعبت اكثر من 20 ساعة في اللعبة، وطوال الوقت كنت العب على وضع المحمول، فثبات الإطارات على هذه الجودة في وضع المحمول يُعتبر تجربة استثنائية فعلاً.

في الختام… لعبة Donkey Kong Bananza هي بكل تأكيد "تحفة فنية تليق بعودة ملك الغابة وبلا ريب لعبة تستحق أن تتملك الجهاز من أجلها.
ملخص

نسخة المراجعة
تمت المراجعة على منصة Nintendo Switch 2 بنسخة حصلنا عليها بأنفسنا.
تعد Donkey Kong Bananza عودة مثالية لشخصية Donkey Kong، حيث قدمت شركة Nintendo تجربة منصات ثلاثية الأبعاد مذهلة تمزج بين الجنون والمتعة والإبداع، اللعبة تأخذنا في مغامرة مشوقة نحو نواة الأرض ، برفقة باولين الصغيرة ذات الصوت السحري، وتتميز بتحكم مثالي يستغل كل زر بذكاء، مع تحولات متنوعة وعوالم نابضة بالحياة لا تمل من استكشافها. الأسلوب البصري، ساحر، والموسيقى تحفة بكل معنى الكلمة، خاصة الأغاني التي تؤديها باولين أثناء التحولات. كما أن شجرة المهارات وقتالات الزعماء وتنوع البيئات تجعل من كل لحظة في اللعبة تجربة فريدة. Donkey Kong Bananza ليست مجرد لعبة منصات، بل تحقة فنية تعيد إحياء واحدة من أيقونات Nintendo بأسلوب عصري مذهل.
المحاسن
- تنوع كبير في العوالم
- منظر عام جميل جداً مليء بالحياة
- موسيقى جذابة جداً
- متعة اللعب المستمرة طوال اللعبة
- تنوع كبير في التحولات
المساوئ
- هبوط الإطارات في بعض المناطق
- الكاميرا ليست أفضل شيء













شارك في النقاش
لتترك تعليقًا، سجِّل دخولك.