نظرة عامة:
بعد مرور خمس سنوات على صدور الجزء الأول من لعبة Death Stranding، يعود لنا المطور الرائد في صناعة الألعاب Hideo Kojima بالجزء الثاني من لعبة Death Stranding، وسط استغراب الجمهور عن مواصلته بإنشاء جزء ثانٍ من اللعبة بعد الحالة السلبية التي نالتها اللعبة عند إصدارها.
فهل سينجح كوجيما بتغيير نظرة اللاعبين عن اللعبة؟
وماذا قدم الجزء الثاني من قصة وتحسينات عن الجزء الماضي؟ تابعوا المراجعة لنجيبكم عنها وأكثر.

دعم اللغة العربية:
تأتينا لعبة Death Stranding 2: On the Beach بجزئها الثاني من تطوير استديو Kojima Productions ومن إخراج هيديو كوجيما، صدرت اللعبة في 26 يونيو الماضي كحصرية مؤقتة على أجهزة PlayStation 5 ، مع دعم تعريب النصوص والقوائم.
القصة:
تبدأ أحداث القصة بعد مرور 11 شهرًا من أحداث الجزء الأول بشكل مباشر بدون مشاهد سينمائية أو تعليمات، تطلب التوجيه لنقطة معينة على الشاشة كرسالة واضحة من المطور أن هذا الجزء سيسير على خطى سابقه مع إضافات ستظهر مع الوقت، ليصل سام بطل اللعبة إلى مخبئه مع طفله بالتبني وتظهر "Fragile" لتخبره عن مهمة ربط أمريكا الشمالية بالمكسيك التي أنهاها بالجزء السابق.
قصة Death Stranding 2 ليست توصيل طلبات مثلما يظنها البعض، فهي تحمل في طياتها بعدًا إنسانيًا كبيرًا عن التواصل بين البشر بالواقع، الذي هو أفضل من الافتراضي، أو عن العزلة والصدمة والفقد والتعلق والأمل بالغد الأفضل، وغيرها من الرسائل الإنسانية التي دفنها المطور بين السطور.
تضمن هذا الجزء، بالإضافة إلى الشخصيات التي من الجزء السابق، عددًا من الشخصيات الجديدة التي كتبت بعناية واضعين لمستهم الخاصة بمجريات القصة، حيث امتازت كل شخصية بثقلها ووزنها وأدائها، مرورًا بـ Fragile أو Tarman أو Rainy وغيرهم من الشخصيات التي كانت أداءاتهم ممتازة.
وكعادة ألعاب Hideo Kojima، تواجد العمق المفرط أو الأحداث الغريبة التي قد لا يكون لها أي تفسير، ولكن مع الوقت بعضها يفسر بشكل صادم، ولكن بالرغم من أن العمق المفرط والمصطلحات العلمية الواقعية أو الخاصة بعالم اللعبة، فقد امتاز هذا الجزء بوضوح تفاصيل القصة، لدرجة أن بعض الأحداث يسهل التنبؤ بها أو معرفتها.
تميز هذا الجزء بعمق أكبر عن الجزء الماضي بسبب تفاصيل ومعلومات تم الكشف عنها، فتناول ماضي الشخصيات وعلاقة سام وابنته بتبني "Lou" وحقيقة الأطفال الرضع، كما تضمن هذا الجزء خيالًا علميًا أوسع زاد فيه جمالية ورونق القصة التي امتازت بعمقها ورسالتها وتوجهها، الذي أضاف غموضًا ورعبًا واستغرابًا على اللاعب، ولا ننسى الإسقاطات السياسية والاجتماعية وحتى الواقع الذي نعيشه اليوم، التي أبدع فيها كوجيما كعادته عن غيره من المخرجين، والتي تم وضعها بالأحداث بما يتناسب مع القصة، جاعلًا قصة Death Stranding 2 من أفضل ما تم تقديمه قصصيًا بصناعة الألعاب والترفيه.
وبالرغم من الإيجابيات العظيمة، تخلل القصة بعض السلبيات، وهو الشرح المفرط بأحداثها، خاصة بتعليمات توصيل البضائع أو تفاصيل عن أدوات جديدة تم إتاحتها للاعب، وكأن اللاعب لأول مرة يلعب لعبة بحياته ولا يفهم شيئًا البتة، فكان الأمر مزعجًا للغاية.
وشخصية سام، بالرغم من أن لديها تفاعلات أفضل وأكثر تحسينًا من الجزء السابق بشكل ملحوظ، لكنه ما زال في بعض المرات يقف متجمدًا وكأن الأمر لا يعنيه.
تخللت القصة خيارات لم تضف أي قيمة إلا في بعض الحوارات التي تضيف معلومات بسيطة عن القصة أو عن ماضي الشخصيات.
قصة Death Stranding، بالرغم من سلبياتها، إلا أنها كانت من أفضل ما رأيت ولعبت. لقد أضحكتني وأحزنتني وجعلتني متوترًا وغاضبًا؛ اللعبة تلعب بمشاعرك.
ولكن وجب الذكر أن معرفتك لأحداث الجزء الأول بتفاصيلها مهمة جدًا، وأن تدخل على اللعبة بعقلية مختلفة وتتقبل فكرتها من أجل أن تستمتع بكل تفاصيلها وحتى بأكثر نقطة مثيرة للجدل وهي أسلوب اللعب.
أسلوب اللعب:
قدم أسلوب اللعب تحسينات كثيرة عن الجزء الأول، ولكن الفكرة الرئيسية ما زالت كما هي. دعونا نتحدث عنها بالتفصيل واحدة تلو الأخرى:
التنقل: فكرة التنقل هي نفسها من الجزء الماضي، والغرض منها توصيل المدن ببعضها البعض بشبكة لإنقاذ العالم من الانهيار، ولكنها تحمل عمقًا وتفاصيل كثيرة. أولها وسائل التنقل التي تحسنت كثيرًا عن السابق وأصبح التنقل أكثر سهولة، وما زالت تتطلب القدرة على التخطيط للطرق التي سوف تسلكها وعدد البضائع التي سوف تقوم بشحنها أو حملها معك، لأن اللعبة تطلب منك تخطيط الطريق، وهي ميزة لم تكن موجودة بالجزء الأول.
واستكمالًا لما بدأه الجزء الأول، هو التخطيط لحمل شحناتك الخاصة ووزنها، ومكان وضعها، ونوعها إن كان قابلاً للكسر أو الانفجار، والطرق التي تمر فيها، ونوع المركبة المستخدمة؛ لأن اللعبة تعتمد على فيزيائية دقيقة للحركة، وقد أضافت وسائل تنقل كثيرة، ومنها التنقل السريع الذي أحيانًا لا يعمل بسبب مسار القصة أو يتطلب ترك أمتعتك بمكان نقطة الانتقال وألا تذهب معك لوجهتك، وهي تعتبر إيجابية وسلبية في نفس الوقت، فالأولى تعتبر هذه العقبة لعدم تسهيل اللعبة كثيرًا وتضييع الفكرة منها، والثانية كان من الممكن جعل التنقل السريع بشكل أفضل من الوضع الحالي.
بينما تنتقل بالعالم، قد تتعرض لقطاع طرق أو BTs أو أمطار زمنية، ويجب أن تحافظ على أمتعتك في مكان آمن، كبناء مخابئ أو مكان بسيط للاختباء من الأمطار الزمنية أو BTs أو مولد طاقة كهربائية لشحن أجهزة سام ومركبته، لأن المركبات تتطلب شحنًا كهربائيًا وإلا فسوف تتعطل عليك.
أما بناء طرق ووضع حبال وجسور للتنقل عبرها وغيرها، التي تقوم بها، يستفيد منها اللاعبون المتصلون معك وحتى قائمة الأصدقاء الخاصة بك للتسهيل عليهم اللعب، والعكس صحيح، قد تستفيد منهم كما في الجزء الأول، ولكنه ما زال يضيف لمسة جميلة، فيعطيك الشعور كلما شققت طريقًا وتعبت به، ستمهد للأجيال التي ستأتي من بعدك الطريق السهل لهم، مثل ما فعل أجدادنا بالماضي.
التنقل في عالم اللعبة قد يظنه البعض مملاً أو متشابهاً، ولكنه ممتع ويصل إلى الإدمان بسبب القوة الرسومية التي يحملها محرك Decima وتنوع البيئات الكبير مقارنة بالجزء الماضي، بين غابات وسهول وجبال ثلجية وصحارٍ وقليل من الحياة الفطرية الموجودة والعقبات التي تواجهك بوقت التنقل، وهناك إضافة مميزة بهذا الجزء، مثل الزلازل والفيضانات والعواصف الثلجية والترابية والانهيارات الثلجية، أضافوا بعداً آخر في المغامرة بتنوع تشكلهم ووقت حدوثهم، خاصة فيضانات الأنهار، دائماً ما تكون عائقاً أمامك للمواصلة، فيجب بناء جسر أو درج بمكان محكم لتخطيه، وإلا فسوف تنجرف أنت وأمتعتك.
وحتى أن حذاءك معرض للتلف، ويجب أن تحتاط له، و أن تجهز مشروبات طاقة ودم وأسلحة. تأخذها معك بكل رحلة توصيل تقوم بها. فلا مجال للعب العشوائي، بالتخطيط وعمل استراتيجية تنقل صحيحة سوف تكمن متعة وجمالية اللعبة إلى درجة الانغماس بالتجربة وإدمانها.
القتال:
بالرغم من أن جانب القتال لاقى تحسينات واضحة عن الجزء السابق، إلا أنه ما زال يحمل سلبيات من الجزء الأول، مثل حركة الشخصية الثقيلة أو مشاكل بتزويد السلاح؛ فإذا ضغطت على حمل سلاح للقتال، أحيانًا لا تقوم بالاستجابة لحمله لتقاتل، أو مشكلة Slow Motion القادمة من الجزء الأول، غير معروف الغرض منها.
بالرغم من ذلك، يضمن القتال تنوعًا جميلًا بهذا الجزء من تنوع الأسلحة الكثير، أو تنوع الأعداء، أو قتال الزعماء الممتع جدًا، ولكن يعيبه أن عدد الزعماء قليل جدًا مقارنةً بطول اللعبة الذي يزيد عن الأربعين ساعة، ولكن لاقوا تحسينات واضحة بقتالهم وأفكارهم المميّزة، والتي بعضها وكأنها قد أتت أفكارها من سلسلة العاب التخفي الشهيرة من نفس المخرج Metal Gear.
التخفي:
قد يكون التخفي بهذا الجزء أفضل من سابقه، ولكن المطور لم يركز عليه، ولكن هناك حيل متنوعة بالتخفي مثل رمي بعض الأمور لتشتيت الأعداء والدخول بينهم، ولكنه ليس بذلك العمق، وغالبًا ما يكون صعب.
إطار طلب توصيل الطلبات التي لا ترغب بتوصيلها أصبح أفضل، فمن الممكن أن تقوم بإعطاء سعاة توصيل يقومون بالتوصيل عنك، أو رميها بالخريطة ليقوم أصدقاؤك بتوصيلها.
المهام:
تنوعت المهام بهذا الجزء بين الأكشن والتجسس وصيد الحيوانات وإطفاء الحرائق أو إنقاذ شخصيات، مما أتاح تنوعًا بارزًا بالمهام الرئيسية والجانبية، ولكن هناك الكثير من البضائع العشوائية المرمية بعالم اللعبة، مما يؤدي للتشتت والعشوائية أحيانًا، وخاصةً عند النظر بالمصباح ترى الكثير من الأيقونات بالشاشة، مما يصبح نوعًا من التشتت والضياع.
قاعدة DHV Magellan:
القاعدة الرئيسية لفريق Drawbridge لربط أمريكا بالمكسيك وأستراليا بالشبكة الكيرالية، ووجدت نفسي متعلقًا بالسفينة وما تشكله من أهمية بقصة اللعبة، إلا أن مشكلة الجزء الأول مستمرة، وهي أنه لا يوجد حرية تنقل فيها، فقط ضغط أزرار ومشاهد سينمائية مكررة خاصة بالشرب والأكل والاستحمام، ولكن أتاح لنا المطور تخصيص المركبة باللون وغيرها، بالرغم من عدم أهميتها، وشكلت التفاتة جميلة، ولكن تظل المركبة عنصرًا أساسيًا باللعبة كأنها بيتك الرئيسي، تحدث فيها مواقف مرعبة ومضحكة وحزينة وصادمة وتفاعل مع قصص الشخصيات الجانبية، ولكن كما ذكرت، مشكلتها تكمن بعدم إعطاء اللاعب حرية التنقل، وأيضًا هناك الكثير من الغرف الخاصة بسام بعالم اللعبة بنفس الفكرة تمامًا.
شجرة المهارات:
أستطيع القول بكل اختصار أن الهدف الوحيد منها تسهيل طريقة اللعب، لو اهتممت بها أو لم تهتم، فهي لا تشكل فرقًا كبيرًا جدًا، وكنت أنسى تطويرها طوال فترة اللعب.
الأداء التقني:
قد تكون لعبة Death Stranding 2 هي أفضل لعبة تقنية صدرت بهذا الجيل، وخاصة أنها لعبة عالم مفتوح.
نحن هنا نتحدث عن سرعة التحميل الهائلة مع الأداء التقني الخارق. لم تواجهني أي مشكلة تقنية، والأكيد أن المستوى الرسومي والأداء هو أبرز ما يميز تجربة Death Stranding 2، وكان المكمل الرئيسي لها هو المظهر البصري الذي كان خارقًا جدًا، وبسببه التقطت الكثير من الصور باللعبة، وكنت أتوقف فقط لأتأمل بجمال اللعبة، رغم الدمار والإحساس بالعزلة الذي تعطيك إياه اللعبة.
والتوجه الفني الأخاذ الذي تستمر اللعبة فيه من جزئها الأول إلى الثاني بشكل أفضل مع مشاهد سينمائية أسطورية جدًا تصل المشاعر منها وكأنها مشاهد حقيقية من فيلم تشاهده وليس لعبة.
الطقس الديناميكي جميل جدًا وتم إتقانه، وخاصة بتنوع وأشكال الكوارث الطبيعية التي تحدث. Hideo Kojima أخذ محرك Decima الخاص باستديو Guerrilla Games إلى مستوى آخر تمامًا ليرينا الجيل التاسع الذي يجب أن نراه
ملخصنا في صورة:

تمت مراجعة اللعبة على جهاز PlayStation 5 حصلنا عليها بأنفسنا.
قدمت لعبة Death Stranding 2 قصة متكاملة الأركان وصاغتها برسالة إنسانية ذات قيمة عالية جداً، وقطعت الشك باليقين على مستوى الجزء الماضي في تحسيبات ملحوظة، وأقنعت في محاولات استقطاب جمهور جديد للسلسلة. بـ طريقة لعب مميزة جمعت بين التنقّل والتوصيل والقتالات التي وُثّقت في تسريبات الجزء الماضي رغم التحديث الواضح، خاصة في قتالات الزعماء مع عالم واسع وجميل في اللعب بالتنقّل والتوصيل. إلا أنه مرهق ومتعب في بعض الأحيان. استعراض تقنية محرك Decima قدم أفضل عرض لـ Death Stranding بفضل الرسوم الجرافيكس بشكل بارز، وهو مؤشر قوي أن الخلطة المقدمة في السلسلة قد تكون تجربة استثنائية في الجيل الحالي.















شارك في النقاش
لتترك تعليقًا، سجِّل دخولك.